سورة التوبة - تفسير تفسير ابن عبد السلام

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (التوبة)


        


{إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (39)}
{عَذَاباً أَلِيماً} احتباس القطر «ع»، ولا تضروا الله بترك النفير، أو لا تضروا الرسول، لأن الله تعالى تكفل بنصره.


{إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (40)}
{إِلاَّ تَنصُرُوهُ} إن لا تنصروا الرسول بالنفير معه فقد نصره الله بالملائكة، أو بإرشاده إلى الهجرة حتى أغناه من إعانتكم. {أخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ} من مكة أعلمهم أنه غني عن نصرهم، دخل الرسول صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر رضي الله تعالى عنه الغاز فأقاما فيه ثلاثاً وجعل الله تعالى على بابه ثمامة وهي شجيرة صغيرة، وألهمت العنكبوت فنسجت على بابه، ولما ألم الحزن قلب أبي بكر رضي الله تعالى عنه بما تخيله من وهن الدين بعد الرسل صلى الله عليه وسلم قال له الرسول صلى الله عليه وسلم: «لا تحزن إن الله معنا بالنصر عليهم» {سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ} النبي صلى الله عليه وسلم أو أبو بكر رضي الله تعالى عنه، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد علم أنه منصور، والسكينة الرحمة، أو الطمأنينة، أو الوقار، أو شيء سَكَّنَ الله تعالى به قلوبهم. {بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا} الملائكة، أو الثقة بوعده واليقين بنصره وتأييده بإخفاء أثره في الغار لما طلب، أو بمنعهم من التعرض له لما هاجر.


{انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (41)}
{خِفَافاً وثِقَالاً} شباباً وشيوخاً، أو فقراء وأغنياء، أو مشاغيل وغير مشاغيل، أو نشاطاً وغير نشاط «ع» أو ركباناً ومشاة، أو ذا ضيعة وغير ذي ضعية، أو ذوي عيال وغير ذوي عيال، أو أصحاء ومرضى، أو خفة النفير وثقله، أو خفافاً إلى الطاعة ثقالاً عن المخالفة. {وَجَاهِدُواْ} الجهاد بالنفس فرض كفاية متعين عند هجوم العدو. وبالمال بالزاد والراحلة إذا قدر بنفسه، وإن عجز لزمه بذل المال بدلاً عن نفسه، أو لا يلزمه ذلك عند الجمهور، لأن المال تابع للنفس. {خَيْرٌ لَّكُمْ} الجهاد خير من القعود المباح، أو الخير في الجهاد لا في تركه {تَعْلَمُونَ} صدق وعد الله تعالى بثواب الجهاد، أو أن الخير في الجهاد.

5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12